رواية فارس

موقع أيام نيوز

 

محدش بيعرف يروح منها فين

ضحكت أم فارس وقالت

طب والله البنت دى زى العسل محدش يعرفها أدى.. أنا هدخل اعملكوا شاى لحد ما تنزل

جلس فارس أمام التلفاز وهو يقول 

وادى قاعدة ..منك لله يا مهرة هتبقى السبب فى طلاقى فى يوم من الايام

ضحك عمرو وهو يقلب قنوات التلفاز فقال له فارس هامسا

مش ناوى بقى تتقدم انت كمان ولا ايه يا عم المهندس انت

جلس عمرو وظهرت علامات الشرود على وجهه قائلا

مش عارف يا فارس .. أولا لسه فاضلى سنة فى الكلية ..ثانيا مش متأكد منها .. خاېف ترفضنى

ربت فارس على كتفه وقال بابتسامة 

خلاص كلها السنة دى وتتخرج وهتبقى مهندس قد الدنيا وبعدين احنا جيران ومحدش يعرف عنك غير كل طيب هترفضك ليه بقى

زفر عمرو بضيق وهو يقول

مش عارف يا فارس قلقان بس مش أكتر

هتف فارس مداعبا

أنت هتعملى فيها بقى عندك ډم وبتحب وكده

قفز عمرو من مكانه ووضع يده على فم فارس ليسكته قائلا

اسكت يابنى انت ..انت ايه عاوز تسيحلى وخلاص

خرجت أم فارس من المطبخ تحمل أكواب الشاى فتصنع عمرو انه يهندم ملابس فارس قائلا

لالا مظبوط متقلقش

بعد نصف ساعة كانت مهرة تطرق باب الشقة بقوة وأزعاج أنتفض فارس ليفتح الباب وهو يقول

ايه يا بنتى ده.. ده انت خبطتك ولا خبطت المخبر

نظرت أم فارس لها بأعجاب وهى تقول 

ماشاء الله.. أيه الفستان الحلو ده وايه الشعر الحلو ده

دارت مهرة حول نفسها بأعجاب ليدور معها ذيل فستانها الوردى الرقيق وهى تقول

ده فستان العيد يا طنطى

وأشارت إلى حذائها بشغف وهى تقول

ودى جزمة العيد

قاطعها عمرو مداعبا 

وطبعا ده شعر العيد مش كده

ضحك فارس ووالدته التى قالت 

أخيرا شفتك مسرحة شعرك يا مهرة ..

هتفت مهرة بصياح

يلا بينا بقى أتأخرنا على الفرح

ثنى فارس ركبتيه بمرح وهو يمد يده إليها قائلا 

يلا بينا يا عروستى

ضحكت بسعادة وهى تضع يدها فى يده بيد وتمسك بطرف فستانها باليد الأخرى وتقول

يلا يا عريسى

كان حفل الخطبة صغيرة وبسيطة وكأنها مقابلة عادية باستثناء صخب الموسيقى المرتفعة فى البيت وبعض باقات الورود فى أركان المنزل ودنيا بفستانها الزهرى وزينتها الكاملة مما جعل فارس يشعر بالحرج بسبب وجود عمرو ورؤيته لها بهذا الشكل كان فارس يجلس فى المنتصف بين والد دنيا ومهرة وكان يلتفت إلى والد دنيا ويتحدث معه باهتمام بينما نهضت دنيا وجلست بجوار مهرة وقالت بابتسامة صفراء

قومى يا حبيبتى اقعدى جنب ماما

رفعت مهرة رأسها ونظرت لدنيا وهزت رأسها نفيا ولم ترد حاولت دنيا كتم غيظها وهى تعيد أمرها مرة أخرى

بقولك قومى يا شاطرة

هذه المرة لم تنظر لها مهرة من الأصل وقالت ببرود

مسميش شاطرة

شعرت دنيا بالډماء تغلى فى رأسها وصاحت بعصبية

بقولك قومى

ألتفت فارس على صوت دنيا وقال بتساؤل

فى ايه يا دنيا

قالت بعصبية 

البنت دى بتعند معايا ومبتسمعش الكلام انا كنت فاكراها مؤدبة زى ما كنت بتقول عنها

صاحت مهرة بصوت يشبه البكاء 

انا مؤدبة والشتيمه حرام.. واللى بيشتم الكلمة بتلف تلف وترجعله

والتفتت إلى فارس وهتفت به 

مش انت قولتلى كده يا فارس

لف فارس ذراعه حول كتف مهرة وهو يقول

ايوا يا حبيبتى صح بس وطى صوتك شوية.. ممكن

صاحت دنيا 

أنت بتنصرها عليا يا فارس وكمان بتستأذنها

نظرت أم دنيا لمهرة بحدة وقالت پغضب

أسمعى الكلام يا بنت

فركت مهرة عينيها وهى تصيح 

كده حرام.. ماما قالتلى عيب نشخط فى الضيوف

نهضت أم فارس وأخذت بيد مهرة وهى تقول لدنيا

معلش يا دنيا هى متقصدش

ونظرت لمهرة وهى تجذبها إليها بلطف قائلة

تعالى يا مهرة اقعدى جنبى يا حبيبتى

تشبثت مهرة بذراع فارس وقالت پبكاء 

عاوزه اقعد جنب فارس

نهض والد دنيا ليحل المشكلة ويفض الڼزاع وأخذ بيد ابنته قائلا

تعالى اقعدى مكانى يا دنيا

جلست دنيا بجوار فارس على الجهة الأخرى وهى ترمق مهرة بنظرات ڼارية

نهض عمرو وجلس بجوار مهرة وانحنى على أذنها قائلا

تيجى نتفرج من البلكونة شوية

حركت كتفيها برفض وهى تمد شفتاها پغضب وتتشبث بذراع فارس أكثر فأمسك فارس بأصبعها المحطية بيده وبدأ فى تدليكها لتسترخى وتطمأن ظلت على هذا الوضع فترة من الوقت ومن الحين للآخر يربط فارس على شعرها أو يدها حتى وضعت رأسها على ذراعه المتشبثة بها وأغمضت عينيها ونامت.

حدث أول تنازل منه ووافق على طلب دنيا التى هاتفته وطلبت منه التنزه سويا قليلا رفض فى البداية ولكنه لم يستطع مقاومة ألحاحها المتكرر وحزنها الذى ظهر فى كلماتها وهى تتهمه بالتقصير تجاهها وعدم سعادته بارتباطهما أخيرا

ألتقى بها فى أحدى المتنزهات التى أعتادا اللقاء فيها وجلسا على المقعد المعتاد لهما أمام النيل مباشرة ألتفتت إليه وهى مبتسمة وقالت برقة

متقدرش تتصور وحشتنى ازاى

أبتلع ريقه وهو يتذكر كلمات بلال حاول السيطرة على مشاعره وهو يقول 

علشان كده يا دنيا كنت عاوز أكتب الكتاب علشان اعرف اعبرلك عن مشاعرى براحتى

نظرت إليه بجرأة وتفحصت ملامحه التى تحبها وكأنها لم تسمعه وقالت برقة وهى تتلمس ذراعه بأطراف أصابعها 

يعنى انا موحشتكش

أختلج قلبه للمستها وشعر بحراره تسرى فى جسده غلبه شيطانه وهواه وهو يستمع لكلماتها

 

تم نسخ الرابط